الحلقه التاسعه عشر: مليكتي

آخر الأخبار

الاثنين، 12 سبتمبر 2016

الحلقه التاسعه عشر: مليكتي

الحلقـه التاسعه عشر°°مليـكتي°°💛
---------
أنهـي الإثنان طعامهما،ومـا هي إلا لحظات حتي قـدم شخصـاً مـا،يحمل في يـده معدات للـرسم،وينظـر لها في تمعن،فـي تلك اللحظه أدركـت مليـكه،سبب مجيئه ناحيتهم،،ممـا أصابها بالإندهاش،،حين أردفت متابعـه،بنبرآت غير مصدقه...
-مش معقـول!
نظـر لهـا سيـف في عشق،ثم ألتفت ببصـره لهذا الشخص مـره أخـري،هاتفاً بنبرآت رخيـمه....
-ها يا أستـاذ شوفتها كويـس،ولا هتحتاج صوره،،أنا مش عاوز الرسمـه يكون فيها غلطـه واحده!
أردف الشخـص بنبره سـريعه وهو يومـأ برأسه ،قائلاً...
-تمـام يا فـندم،،بمجرد ما أنتهـي منها هكلم حضرتك علي رقمك الخاص.
أردف سيـف بتفهم،قائلاً....
-تمام ،أتفضل أنـت.
وبالفعـل غادر الشاب المكـان،وهنـا هتفت مليـكه في سعاده وهي مسلطـه مقلتي عينيها عليه....
-سيـف بجد ربنا يخليـك ليـا..حلوه أوي المفاجأه دي.
رمقهـا سيـف بنظرات هادئه،ثم تابع بنبره ثابته،يشوبهـا بعض الخبـث...
-أفهم من كدا أنك خلاص صرفتي نظـر عن الطلاق.
أومـأت هي برأسها إيجاباً ،متابعـه في خجل طفولي....
-لمـا بتكون هادي في طبعك،،فأكيد أنا مش بخـاف منك،وطبيعي إني مش هطلب أننا ننفصـل.
تابـع سيـف حديـثه وهو ينهض من مجلسـه هاتفاً....
-سبق وقولتلك،خـوفي عليـكي بيضطرني لدا،،ودلوقتي بقا لسه في مفاجأه كمان.
نظـرت له مليـكه بأعيناً ثاقبـه،ثم تابعت بنبرآت متسائله....
-أيه دا يا سيـف لسه في مفاجأت تاني!
وهنـا غمـز لها سيـف بعينيه،دون أن ينطق بكلمـه واحـده،ثم أصطحبها من يديها،متجهين ناحيه أحد الأقسام الخاصـه بهذا المطعم....
كـانت تنظـر لسيـف في نظرات متسائله وهي تجول ببصره داخل هذه القاعـه الفارهه والفارغـه من الناس،وتحتوي علي موسيـقي هادئه جداً،،وهنـا قطع سيـف شرود عقلها مع هـذا المكان،متابعـاً في نبرآت ثقيله وعاشقـه....
-ودلوقتي بقا،نقدر نرقص براحتنـا،بـدون ما أحس بغيـره من عيون النـاس ليكـي،أنا بحبـك أوي يا مليـكه،ومبحـبش حد يشـاركني فيـكي حتـي لو بنظـره.
أبتسمـت مليـكه في خجل من حديثـه،في حين قام هو بلف ذراعيه حول خصرهـا في هُيام،ثم قربها منه أكثـر ،وشرعا في الرقـص،وهي ساكنـه برأسها علي صـدره،،فلا يمـكن أن نغفل عن فـرق الطول الشاسع بينهمـا.....
-------
-شرفتنا يابني الشويـه دول،،ياريت تكرر زيارتك لينا تاني يا مؤيـد،بس تاليـن تكون معاك.
أردف جلال بتلك الكلمـات بينمـا تابع مؤيد حديثه بإبتسـامـه هادئه،قائلاً....
-أكيد يا عمـي،أنا بس لقيتها نامت،فمحبيتش أزعجها وسبتها مع البيبي سيتر،أشوفك علي خيـر بقا.
وبالفعـل بادره جلال بإبتسامه هادئه وهو يصطحبـه ناحيه باب القصـر وما أن غادر حتي هتف جلال في هـدوء،ونبرآت ثابتـه.....
-ابن حلال أوي مؤيـد دا.
رمقتـه مادليـن بنظـرات هادئه،ثم تابعت وهي تتجـه ناحيته وتشرع في إحتضـانه،هاتفه بخفوت....
-هتوحشنـي أوي ياجلال،،أنا هطلع الأوضـه أجيب شنطتي بقا ماشي!
نظـر لها جلال في تفهم متابعاً وهو يزفر مليـاً....
-مـاشي يا مـادلين،هاتي شنطتك وانا هخلي السواق يستناكي بـرا.
فـي تلـك اللحظه قامـت مادليـن بطبع قبله علي وجنتيـه،ثم أسـرعت الخطـي ناحيه غرفتها،بينمـا أجـري جلال إتصالاً بسائقه الخاص ثم أتجـه مسرعـاً،ناحيه غرفه الصالون مره أخري،ليجلس بصحبه السـيده زينـب.
---------
بعـد مرور ما يقرُب من الساعتيـن وصـل سيـف بصحبه زوجته داخل القصـر،ليـجد السكون قد ساد المكـان،وهنـا هتـف محدثاً مليـكه....
-مشكلتكم ،أنكـم بتناموا من المغـرب.
ضحـكت مليـكه بشده علي حديثه،،ثم أردفـت متابعـه...
-أحـنا ناس عنـدهـا شغلها،وعملييـن،أيه بقا اللي يسهـرنا.
نظر لها سيـف بجـانب عينيه،،ثم أكمـل بنبرآت خبيـثه...
-طبعاً الكلام دا مش ليكي إنتِ،مبتنـاميش غير بالعيـن الحمـرا.
تابعـت مليـكه حديثها وهي تمسك بقبضـه يده في مـرح،وتحمل في يـدها الأخـري،باقه ورد أحضرها لهـا عقب خروجهـم من المطعـم....
-لا رمـادي وحيـاتك.
أبتسـم لها سيـف بشده ثم طبع قبله علي جبينها وهو يحـكم قبضه يده عليها،،فـي محاوله للإطمئنـان بأنهـا مازالت له،ثـم إتجها إلـي غرفتهمـا.....
---------
"فـي صبـاح اليوم التالـي"
-وأخيـراً هنشوفك بقا يا أستـاذ مجدي،،بس الأول قولي دا قرار نهائـي ولا هترجع تأجل نزولك القـاهره زي كل مـره!
أردف جلال بتلـك الكلمات بينمـا أتاه صـوت صديقه مجدي متابعاً في تأكـيد يشوبـه المـرح كعادته....
-لا بإذن الله قرار نهائـي ،بكـرا بإذن الله هتلاقيني عندك في القصـر،،بس ياريت تجهزلـي بقا أكله كدا تـرم البدن أحسن أنا هفتـان من الأكـل هنا.
ضحـك جلال بشـده علي حديثـه ثم تابع بنبرآت ضاحـكه....
-تعالي إنت بس،،وكل اللي نفسـك فيه هيكون مُجاب.
وهنـا تابع مجـدي حديثه في تساؤل ،بنبرآت مـازحـه كالعـاده....
-أمـال فين الحج ،عبد الفضيـل ،مش ظـاهر علي الشاشه يعني!.
أردف جلال مجيباً علي سؤال صديقـه،في مُـزاح....
-أنت عارف أنه علطول مسافر برا مصـر،لأنـه بيحب يتـم كل صفقـات الشركه بنفسه،برغـم أنه معظم الأوقات بيقولي عن سفره بعـد ما يسـافر..لا والغريب أنه بيخلـص الصفقات بتاعته ويفضل قاعد بردو،،والله عبد الفضيـل دا هيجننـي.
إنتـاب مجـدي في تلك اللحظـه نوبه من الضحـك،،بينمـا تابع من بين ضحكاته قائلاً.ً...
-والـدك لسه صغيـر يا جلال،،سيبه يعيش حيـاته.
ظل الصديقـان يلقيان علي مسامـع بعضهمـا ،كلمـات المُزاح تلـك،التي أعتـادوا عليـها منذ صغـرهم....
------
-صبـاح الورد يا مـادو،،ها نمتـي كويس يا حبيبتـي؟!.
أردفت السيـده ألفـت بتلك الكلمـات وهي تتجـه داخل غـرفه أبنتها الواقفه بشرود في النـافذه،وهـي تنفـث تلك السيجاره بيدها في الهـواء،،في حيـن تابعت مادلـين وهي تبتسم بهـدوء ،قائلـه....
-أكيـد يا مامـي،طول ما أنا بعيـد عن قطبـي الإستفزاز مرتاحـه.
رمقتهـا والدتها في تساؤل،وهـي تُلقي علي مسامعها بعـض الكلمـات الساخطه بخصوص ما تتنـاوله...
-يابنتـي أرحمـي نفسـك بقا،وكفايـه سجايـر أرحمي صحتك،دا لو جلال عرف بموضوع السجايـر دا مش هيعديهـا بالساهل،وبعدين تقصدي مين بقطبي الإستفـزاز!.
نظـرت لها مادليـن في تهكم،ثم تابعـت بنبرآت تحمـل من الشـر ما يجعلها تستحـق لقب الأفعـي وبجداره....
-روميـو وجوليـت ،سيـف ومليـكه،اللي نهايتهـم هتكون نفس نهايه روميـو وجوليـت بالظبط،،مش أنا اللي آجر واحد يتم لـي مهمـه،فيضحـك عليا في الأخـر ويعمل نفسه مُضحي علشان يطلـع في الصوره برىء،وياخـد كل الفلوس،،دا أنا هدفنـه حـي.
ومـا أن أنتهـت من حديثها حتي نظـرت لوالدتهـا بإبتسـامه ثقه،ثم تناولـت هاتفهـا المحمول،وهـي تُخطط لشيئاً مـا....
-------
-مـا شـاء الله عليـكي بجـد يا مليـكتي،،ذكيه وإتعلمتي الصلاه بسرعه.
هتـف سيـف بتلـك الكلمات بينمـا نظـرت له مليـكه في سعـاده وهـي ترتدي،،إسدالاً للصلاه،قـام هـو بإحضاره لهـا،ثـم تابعـت بنبرآت فـرحه وهي تنقض عليها كالطفله،وقـامت بإحتضانه متابعـه....
-هييييه،،مبسـوطـه أوي يا سيـف،،تحـب أسمعلـك كل الآيـات اللي حفظتها من سـوره البقـره!.
رمقهـا سيـف بنظـرات حب وهـو يتجـه بها ناحيـه مصليتها متابعاً،في حـب....
-إنتِ سمعتيهـم قـدامي كتيـر،ودلوقـتي إنتِ لازم تصلي الظهر وتقسميهـم علي عدد الرقعـات اللي هتقومـي بيها،علشـان يثبتوا في دماغك وتاخـدي ثواب،ها ودلوقتي إنتِ هتصلي الظهـر،قوليلي بقا كـام رقعـه؟!.
نظـرت له مليـكه في سعـاده وهـي تهتف في هـدوء....
-اممم أربعـه،،تمـام كدا!.
غمـز لها سيـف بعينيـه في مـرح،ثم أكمل بنبرآت ثقه....
-بالظبـط كدا..يلا أبدأي.
وبالفعـل إنصاعـت مليـكه لحديثـه،ثم قامـت بأداء فريضتهـا بعد أن علمهـا جيداً كيف تمتثل للصلاه بين يدي ربهـا....
وفـي تلـك اللحظـه ظل ينظـر لهـا في سعـاده ،لم يعهـدها سابقاً،،فأخيـراً أصبحـت ما عشق قلبـه،كمـا تمناها،،فأخـذ يبتهل إلـي الله كثيـراً،،رافعـاً يديـه إلـي السمـاء،وبعـد دقائـق،،أنهت مليـكه فريضتها،ثم نظـرت له في إمتنـان متابـعه بنبرآت هادئه....
-سيـف أنـا خلصت!.
تحـول سيـف ببصـره إليـها ثم جلس بجانبها أرضـاً،وهو يُمسـك بأصابعهـا الصغيـره،مـردداً في حنـو وسط نـظراتها المتسائله....
-متستغربيش،،أنا دلوقتـي هسبح علي أيدك،علشان نـاخد الثواب سوا،،والتسبيح دا بيتم بعد كل صلاه من الخمسـه،وفكـريني أجيبلك كتيبات خاصـه بأذكـار الصباح والمسـاء،دا غيـر كتب التفسير علشان كل ما تحفظـي آيات معينه تقدري تقرأي تفسيرها وتكون واضحـه بالنسبالك،،تمـام يا مليـكتي!.
لـم يجـد منها أي رداً سوا أنهـا تنظـر له في هُيام،في تلـك اللحظـه أردف هو بنبرآت مـازحـه....
-طيب مفيش تمـام ولا أي حاجـه طيب،،طيب إنتِ رحتي فيـن،،مليـــكه!.
أفاقـت مليـكه من تمعنهـا في ملامحـه التي حُفـرت جيـداً داخل قلبها،،ثـم أكملت وهي تضع قبضـه يدهـا الصغيره أسفل ذقنها متابـعه بنفس نبرآتها العاشقه...
-سبـح علي صوبعاتـي يلا.
فغـر سيـف شفاه وهـو ينظـر لها في ضحـك متابعاً...
-صوبعـاتي!،اللهم لا تحاسبنـا بمـا فعل السفهاء منـا يارب العالمين.
فـي تلـك اللحظـه أطلقت مليـكه ضحكه عاليه علي طريقته،،في حيـن تابع هو التسبيح علي أصابعهـا الصغيـره،وبعـد مرور عدت دقائق أعلـن هاتف سيـف عن وصول إتصالاً،فاتجـه ناحيته علي خطـي ثابتـه بعض الشيء،ثـم تناولـه،ليري من المتصـل،فـي تلك اللحظـه أخـذ سيـف يجول بناظريه بين الهاتـف ومليـكه التي تنظر له بعفويـه شديده،،وهنـا هتـف متابعاً وهو يتجـه ناحيه باب الغـرفه....
-مليـكه،حبيبتـي شويه وراجـع ماشي!
أومـأت مليـكه رأسهـا في تفهم،،بينمـا أسرع هو الخطـي خارج الغرفه،وهنـا ظلت مليـكه مسلطـه مقلتي عينيها بإتجـاه الباب،في تساؤل شديـد،،لمـاذا لم يُجب علي هاتفـه في وجودهـا...
حـزنت مليـكه بشـده مما فعله ولكنها إتجهـت مسـرعـه إلـي خزانتها لإنتقـاء شيئاً مـا لإرتـدائه بعد أن قررت الذهـاب للإطمئنان علي صديقتها..
بينمـا إتجـه سيـف إلي حديقه القصـر،ثم أعـاد الإتصال مره أخري هاتفاً بنبره جمود....
-أيـوه!
أتاه صوتهـا مردده في نبرآ خبيثـه...
-سيـف أنا عوزاك ضروري،في موضوع بخصوص السلسلـه.
هتفت مادليـن بتلك الكلمات في حين تابـع هو بنبرآت متأففه...
-موضوع بخصوص السلسله!...وياتري أنهـي فيهم،الحقيقيه ،اللي سرقتيها ولا المـزوره اللي حطيتي فيها كاميـرات مراقبه!.
أردفـت مادلـين في غيظ،متابعـه....
-إنت مش عاوز تصدق ليه إنـي مليش أي دخل في موضـوع السلسله،بص يا سيـف أنا هستناك في (......)،وياريت متتأخـرش،سلام.
ومـا أن أغلقت الهاتف،حتـي هتف سيـف في نفسـه....
-وياتـري،عاوزاني في أيـه بعد اللي عملتـه فيها،،أكيـد بتخطط لحاجـه جديـده،،وأنا وراها لمـا نشوف أيه أخرتها!.
قـرر الدلوف داخل القصـر،،ولكـنه تذكر شيئاً مـا،فقام بإجـراء إتصالاً،ليأتيه صوتاً يحبه كثيراً....
-سيـف باشا ولا أقولك سيـف الندل!
ضحك سيف بشده أثر كلمات صديقه،،ثـم أجاب مسرعـاً بنبرآت فـرحه....
-وحشتني يا إبـراهيـم بجد
تابـع إبراهيم بنبره صادقه،هاتفاً....
وإنت يا صاحبـي وحشتني،،وبعدين مش ناوي تيجـي نقضـي يوم سوا،،شكلك مهموم !.
أردف سيـف متابعاً في هدوء،يشوبـه بعض الثبـات....
-مخنـوق شويه ،وحـاسس إن دماغـي هتدمـر من كتر التفكير.
-لا دا شكل الموضوع كبير أوي!.
أردف إبـراهيـم بتلك الكلمـات،في حين تابع سيـف وهو يأخـذ نفساً عميقاً،،قائلاً....
-إبـراهيـم ،أنا محتاج أشوفك بكـرا!
أجـاب إبراهيم علي الفور مـردداً في تفهم...
-أكيـد يا صاحبي،،إنت بس حدد وقت ومكان ونتجمـع.
فكـر سيـف لبعض الوقت ثم تابـع بحسم ونبرآت هادئه...
-يبقي بكـرا ،هنا في القصر،وبالمـره تتعرف علي زوجتـي وأهلهـا.
-تمام،،أشوفك علي خيـر لحد بكـرا.
أردف إبراهيم بتلك الكلمات،ثم أنهـي سيـف الإتصـال معـه،وقرر الإتجـاه إلـي الغرفه مـره أخري.....
-------
أنهـت مادلـين إرتداء ملابسها،ثم دلفت مسـرعه خارج الغـرفه وسط نظرات والدتها المتـرقبـه،في حين تابعت مادلـين وهي تضع قبله علي وجنتي والدتهـا،هاتفه....
-مامـا أنا خارجـه مشـوار سريع ومش هتأخر.
نظـرت لها السيده ألفـت ملياً ثم أردفـت،بنبرآت هـادئه...
-ماشي يا مادلـين وخلي بالك من نفسك يا بنتـي.
وبالفعـل إتجهت مادلـين إلي حيث تخطط،ثابتـه الخطي وواثقـه من أنهـا سوف تتخلص من عائقهـا للأبـد....
--------
-بقول لا مفيـش خروج غير لما ارجع ،ونروح مع بعض.
أردف سيـف بتلـك الكلمات في حين تابعت مليـكه حديثها،بنبرآت مليـكه بالضيـق،قائله.....
-ليه كدا يا سيـف ،إنت هتخـرج وعـارف إنـي زهقانه ومحتاجه أطمن علي مايـا،وحياتي عندك يا سيـف مترفضش بقا.
رمقهـا سيـف بنظـره طويله،ثم تابع وهو يحك ذقنـه بيـده قائلاً...
-تمام بس هخلي السواق يوديكي وانا هجيبك،وبمجرد ما توصلـي رني عليـا طمنيني،مفهوم!
رمقتـه مليكـه بإستغراب شديـد ثم تابعت ...
-ليـه يا سيـف جو الرقابه دا،إنت بتشك فيا!.
ضحـك سيـف بطريقه تميـل إلي الرزانه أكثر منها إلي القهقهات،،ثم تابع قائلاً...
-انـا أشـك إذاً أنا دبـوس!
هتف سيـف بهذه الجمله وهو يمسك وجنتيها بأصابعه في حنـو بينمـا تابعت مليـكه في غيـظ وهي تُبعد يده ،قائله ....
-بتهـزر ماشي يا سيـف.
وهنـا قام سيـف بضمها إليه في حنو قائلاً،،بخفـه حديثه ونبرته العاشقـه...
-لو مش بثق فيكـي مش هحـبك،إنتي مش ملاحـظه عيني بتطلع قلوب أزاي.
ضحـكت مليـكه بشده علي حديثـه،،بينمـا أكمل وهو يمرر أصابعـه بين خصلات شعـرها....
-وبعدين يا مليـكتي أنا بخـاف عليـكي،،الموضوع مش شك خالـص،،ودا حاجه ليها أهميـه جداً فـي الإسلام ودا اسمـه "حُسن الظـن".
ثـم غمـز لها بعينيه أثنـاء توجيه بصرها إتجـاهه قائلاً....
-ودا بقـا هنتعلمـوا الجلسـه الجايه.
سعـدت مليـكه بشـده لحديثه بينمـا أسرعت في إرتداء ملابسها ،،ثم قام بأخـذهـا إلي باب القصـر،،حتي أطمئن أنهـا الآن بصحبه السائق الذي يعمل تحت إمـرته....
ومـا أن دلفت مليـكه داخل السيـاره حتـي قررت الإتصال علي صديقتها لتخبرها بأمـر مجيئها،ومـا هي إلا لحظـات حتي سمعت صوت صديقتها تجيب في ضعـف....
-وحشتينـي.
أحسـت مليـكه أن صديقتها بها خطباً مـا،بعدما سمعت منها تلك الكلمه التي يشوبهـا الضعف البالغ،وهنـا أردف مليـكه متابعه في قلـق....
-مايـا...مالك إنتِ تعبانه!
أتاهـا صوت صديقتها وهـي تنتحـب وتحاول كتم هذا الصوت ،،في حيـن أكملت مليـكه بقلقاً أكـبر ،متابعه...
-مايـا،إنتِ بتعيطي!!...بالله عليـكي متقلقنيـش وفهميـني أيه اللي بيحصل!
وهنـا تابعت مايـا بهدوء من بين نحيبها الذي أخذ تدريجياً في الخمـود...
-مفيش يا مليـكه ،بس مفتقداكـي جداً.
تنفسـت مليـكه الصعـداء،رغم أنهـا لم تقتنع بإجابه مايـا علي الإطلاق ولكنها هتفت متابعـه...
-حبيبتـي،،طيب أهدي،،أنا في الطـريق وجيالـك..تمـام.
أستئنفـت مايـا حديثها وقد بدي علي نبرآتها،القلق بعض الشيء،قائله...
-مستنيـاكي يا مليـكه،،متتأخـريش عليـا.
وبالفعل أغلقت مايـا الهاتف مع صديقتها،،ثم بـدأت في النحيـب من جديـد،وهنـا دلف مـازن إلـي الغرفه وهو يحمل في يـده طعامـاً لها،،وما أن رأها حتي وضع الطعـام جانباً،،ثم أسرع الخطـي ناحيتها وهو يمسح دموعها المنسابه علي وجنتيها،،قائلاً....
-مـايا،،لـيه بتعيطي!،،حصل مني حاجه تانـي!.
أومـأت مايـا سلباً من بين دمـوعها ثم تابعت هاتفـه...
-مليـكه جايه حالاً تشوفنـي..كانت حاسه بيا إني تعبانه وموجوعـه،،تعرف يا مـازن هي دايمـاً بتخاف عليـا،،وبتحس بوجعـي،،هي أمـي اللي عمـري ما شوفتها،،برغم من أننا كنا بنعانـي من فقدان الأم بس أنـا لقيت فيها أمـي،لكن هي للأسـف ملاقتش اللي تحس معاه الإحسـاس دا،وفـي الأخـر جوزي ،الشخص اللي بحبـه كان عاوز يقتل فرحتـي الوحيده في الدنيـا دي،،آقابلها بأي وش فهمنـي يا مـازن،وحشني
حضنها أوي بس هستحقـر نفسـي لو أرتميـت في حضنها علشـان أنا بكـذب عليها بمجرد ما أخبي،الحقيقه عنها والنـاس اللي قتـلوا أمهـا،وفي نفس الوقت للحظـه وثقت في كلامك ومش عاوزه يبقي بين أكتر أتنين عشقتهـم عداوه،،إنت لازم تلاقي حل يا مـازن،أنـا مش هفضل ساكته،،لازم مليـكه تعـرف الحقيقه ويـاريت دا يكـون منك أنـت ،،فكر في الموضوع لوقت ما تحب،وبلغنـي بقرارك.
رمقهـا سيـف بنظـرات حـزن،ثم أردف متابعاً وهو يربت علي شعـرها في هـدوء....
-حاضر يا مـايا،،حاضـر.
---------
-كويس أوي يا حاج وكمـان مجـدي راجـع بكرا وهنتجمع كلنا،،بس قولـي أيه حكايتك بقا يا عبد الفضيل باشـا،ما بتصـدق تلاقي صفقـه وتغيب فيها بالأسابيـع،،ممكن أعـرف السبب!.
أردف جلال بتلـك الكلمـات في حيـن تابع عبد الفضيـل بنبرآت ضاحـكه....
-إنت عارف يابني إنـي لسـه شاب وبحـب الإستجمـام،والخروجات إيه المشكلـه هنا!
أردف جلال وهو يبتسـم لحديث والـده
- ولا أي حاجه يا باشـا إستجم براحتك.
فـي تلـك اللحظـه هتف عبد الفضيل متابعـاً في ترقـب...
-ملكـه القصـر عامله أيـه صحيح!...وحشتنـي أوي السنفوره دي!
أردف جلال بنبرآت ضاحكه وهو يُجيب علي حديـث والـده،قائلاً....
-والله يا حاج السنفوره دي،،مطلعه عيـن سيـف،دا قرب يمشـي في الشارع ،زي المجنون من أفعـالها،،بس تعـرف سيـف دا طلع ابن حلال،وانا متـأكد أنك لما تشوف مليـكه المـرادي هتنبهر وهتعرف سيـف قد أيه أثـر فيها.
أتـاه صوت والده متابعـاً في إعجـاب...
-باين أن حاجات كتير،،حصلت في غيابي لا ومهمه أوي!.
ضحـك جلال في ثقـه ثم أردف متابعـاً ...
-أوي يا عبد الفضيـل باشـا.
---------
-طيب أتكلم أنت يا مـازن وفهمنـي ،مايـا مالها!.حد يرد عليـا،طيب البيبي كويس!
أردفـت مليـكه بتلك الكلمـات وهي تحتضن مايـا المنتحبه بين ذراعيها،في حين تابـع مـازن قائلاً بنبرآت متوتـره..
-مش عـارف يا مليـكه،،بس الدكتـور قال إنهـا حاجـه عاديه وخصوصـاً انها قربت للشهـر السابـع.
أومـأت مليـكه برأسها في تفهم ثم قامت بطبع قبلـه علي جبين صديقتها متابـعه بمـرح في محاوله لتغيير هذا الجـو الكئيـب....
-بـقا كدا يا ميويتي،تشوفـي النيو لوك (new look)،الجديـده ومش تقوليلي مبروك،وبعـدين دا مش أي لوك دا جمال ساتـر.
أردفـت مايـا هاتفه بعد أن هدأت وقامت بمسح دموعها ...
-بجـد إنتِ زي القمـر يا كوكـي في الحجاب،،ربنـا يسعـدك ويثبتك عليه،،بس مقولتليـش دا قرارك!.
أومـأت مليـكه برأسها إيجاباً وهي تنهض من الفـراش متجهه ناحيـه النـافذه ثم قـامت بفتحها قائله...
-كـدا أحلي،والهـوا هيجدد طاقتـك.
ثـم أكملت متابعـه وهي تمسـك بيـد صديقتها وسط نظرات مـازن المترقبه لحديثهمـا...
-اه قراري ،،بتشجيـع ومسـاعده سيـف طبعـاً.
نظـرت لها مايـا في هدوء ثم أكملت متابعه وهي تحتضـن مليـكه،بطريقه مفاجئـه وتلقائيـه...
-مليـكه أنا بحبك أوي،،أوعـي تزعلـي مني في يوم من الأيـام،وكمـان مـازن دايمـاً بيتمنالـك السعاده،وانا هفضـل جنبك وأختك لأخـر نفس فيا.
رمقتهـا مليـكه في إستغـراب شديد ثم أردفت بنبرآت متسائله...
-أنا أزعـل منك إنتِ يا مايـا،،طب أزاي وليـه،،هـو إحنـا لينـا غير بعض.
أبتسمـت مايـا بهدوء يشوبه بعض السعـاده علي حديث صديقتها في حين أكملت مليـكه متابعـه في مـرح،وسـط نظـرات مـازن السعيد بتغير حالـه زوجتـه وبراعـه مليـكه في جعلها تبتسـم...
-بص بقا يا أستـاذ مـازن ،أنـا ومايـا بنتوحـم علي بيتـزا...احم أقصـد هي بتتوحم وانـا هاكل معاها عادي جداً.
وهنـا أطلقت مايـا ضحـكه عاليـه فتبعها مـازن ومليـكه أيضاً بينمـا أستكملت مليـكه من بين ضحكاتها،قائله....
-فأحنـا إن شاء الله هندبـس حضرتك في أكلـه بيتـزا،ومـايا هتلبـس حالاً ونخرج مع بعض للمطعـم وبالمـره نغيـر هوي مختلـف عن هوي الفيـلا هنا،،تمـام ولا عنـدك إعتـراض!.
نظـر لها مـازن في سعـاده ثم أردف متابعاً بنبرآت مـرحه..
-مفيش أي إعتـراض،،طلباتـكم كلها مُجابـه،أنا هنـزل أستناكم تحت،وإنتوا في السـريع بقا.
بـادرته مليـكه بإبتسامه هادئه ونظـرات تعبـر عن شيئـاً مـا،في حيـن شرعت مـايـا في إرتداء ثيـابها،وبعـد مرور وقتـاً قليلاً،،أستعدوا جميعـاً للذهـاب،فـي محاولـه لإخـراج مايـا من حالتهـا تلك،،فقلق مليـكه علي صديقتها،يجعلها تفعل أي شيئاً من أجلهـا ،كـذلك مـازن الذي أصبـح متيمـاً بإبتسامه زوجـته، فقد علمتـه مايـا كيف يكون الصـدق ،رغـم فقدانها لوالـدتها،ووضعـها في ملجأ للأيتـام من قبـل والدها،ومعـاناتها داخل هذا الميتم وهروبها منـه،حتي وجدت في طريقها مليـكه التي تكفلـت بها وأصبحتا صديقتيـن وساعدتها مليـكه حتي ألتحقت بكليـه الطـب "قسـم الجراحه والقلب المفتوح" ،،بينمـا ألتحفت مليـكه بكليـه الأثـار حتي تسيـر علي خطـي والدتهـا،،ورغـم إختلاف ميولهمـا ،،إلا أن هذا الإختـلاف لم يمنعهمـا من بقـاء الحب والموده وتقويـه الصلات في علاقتهمـا،،فالصـداقه هي مايستحـق أن نبقـي عليـه،وليـست أي صـداقه ،فقـط الصحبـه الصالحـه،التـي تكمُن من نجـاتك من قاع البركـان إلـي فوهتـه....
--------
-نـورت يا سيـف باشـا.
أردفت مادلـين بتلك العباره في حيـن تابع سيـف بصوتاً رخيمـاً،ونبرآت ثابتـه....
-عـارف.
رمقتـه مادلـين في تلـك اللحظـه بنبرآت تهكـم،ثم أردفـت متابعـه....
-أنت ليـه مش مصدق أن أنا مليـش علاقه بمـوضـوع السلسلـه دا!
نظـر لها سيـف في غيـظ ثم طرق بقبضته القويـه علي الطاوله الموضوعه أمامه متابعاً في تأفـف....
-إنتِ جيباني هنا،،علشـان تقوليـلي الكلمتيـن دول إن شاء الله!
نظرت له مادلـين في ضـيق ثم أكمـلت بنبرآت متأففـه...
-لا جيباك هنا علشان أقولـك أن في طرف تاني،داخل في المخطـط بس إحنـا للأسف مش عارفينـه.
شـرد سـيف في حديثهـا لبعـض الوقـت،ثم تابع من بيـن شروده قائلاً....
-طرف تانـي!
ظلـت مادليـن تقرأ تعبيـرات وجهه في تشفـي،ثم أردفـت قائله لنفسهـا وهي مُسلطـه مقلتـي عينيها عليـه....
-مفيش أجمل من أني أشوف الحيـره هتقتلك كدا قبل ما أشـوف قتلـك اللي هيتـم في خلال لحظـات،،والصراحه أنا مش عارفه بتتعـب نفسك في التفكيـر ليه،،الطرف التـاني دا..صعـب يوصل لتفكيـرك،،فهـو أبعد من أن حد يشك فيـه.
وهنـا أفـاقت من شـرودها علي صوته هاتفاً في تساؤل،وخبث...
-وياتـري ،،ميـن اللي عاوز ياخد مننا المخطط ،ويسرق الفلوس هو يا مادليـن هانـم.
تغيـرت معالـم وجـه مادليـن للحظـات وسط نظـرات سيـف المسلطه عليها ومحاوله قراءه تعبيـرات وجهها،،ربمـا يستنتج شيئاً قد يسـاعده في فـك كتلات الغمـوض التي تحيـط به،فقط تحول من مخطط معروف خُطواته إلـي مخطط مجهول المصـادر حتي لـه،فمادلـين تلعب معـه مره أخـري،،ولكنـها لا تعلـم أن الأسـد عندمـا ينقض علي فريستـه يفتك به أرباً...
---------
أنهـوا الثلاثـه تنـاول البيتـزا داخل هـذا المطعم ثم ركبوا السيـاره  متجهيـن إلي شاطيً النيـل ،كمـا طلبت منهم مايـا،،وبينمـا يتجولون بالسيـاره،،تلمـح مليـكه شخصاً يشبـه زوجهـا بشـده ،وهنـا هتفت متابعه علي عجاله من أمـرها....
-مـازن لو سمحـت أقف شويـه.
نظـر لها سيـف في إستغـرب ،،ثم ترجلـت هي من السيـاره،متجهـه داخل هـذا الكافيه المُطل علي النيـل ،وفي تلـك اللحظـه رأهـا سيـف فخفـق قلبه بشـده لمجيئـها،بينمـا ظلـت مليكه تتجه داخل هذا الكافيه ولكنـها لم تستطع رؤيه الجالسـه بصحبه زوجهـا لأن مـادلين كانت تواليـها ظهـرها،وهنـا أخـذ سيـف يُفكـر في أمـراً لهذه المصيبـه،فهـو يعلم جيـداً أن مادليـن تخطط لشيئاً مـا خطيراً،،ومجيء مليـكه في هـذا الوقت أصابه بالزعر خوفاً عليها،،وأثنـاء تفكيره رأي مـازن واقفاً امام السياره التي ترجلـت منها بصحبه زوجته،،فقـام بالإتصـال بمايـا علي الفـور،،التـي أجابتـه،بنبره متسائله..
-الـو مين حضـرتك!.
في تلك اللحظـه أستأذن سيـف من مادلـين قليلاً ثم أبتعد عنها،،متابعاً في ترقب..
-مايـا أنا سيـف..عاوزك تخلـي مازن يمنـع مليـكه تدخل المكـان دا فوراً،،في خطـر علي حياتها،،بسـرعـه يا مايـا ،،أرجوكـي!.
ألقـت مايـا الهاتـف من يـدها ثم أخذت تصرخ في زوجهـا متابعـه....
-ألحـق مليـكه يا مـازن،،أمنعهـا تدخل المكـان دا بسرعه يا مـازن.
صُـدم مازن من حديث مايـا ثم أخـذ يهرول مسـرعاً ناحيه مليـكه ثم هتف في نبرآت عاليـه...
-مليـكه!...أقفي ماتكمليـش.
ألتفـتت له مليـكه في إستغـراب،،فـي تلك اللحظـه لفت صوتـه إنتبـاه مادلـين ،التي صُدمت من رؤيه مليـكه هنا،في تلـك اللحظـه هتفـت في ذاك الشـاب الجالس في الطاوله المجاوره لهم قائله....
-امسـكوا البنـت دي،بسـرعـه ،وخـدوها علي المكـان الخاص بينـا.
أرتعـدت أوصـال سيـف لسماعه بكلمـاتها ،،وهنـا هـرول مسرعـاً ،بإتجـاه هذا الشاب في محاوله لإيقافـه بينمـا قام مـازن بسحبها من يـدها وأخـذ يهرول بها حتي ركبـا السيـاره،في تلك اللحظـه وضعـت مادليـن قناعاً من القمـاش حول وجههـا وهـي تراقب ما يحـدث في تشفـي وثقـه ممـا يتم...
أدخـل مـازن مليـكه داخل السيـاره وسط نظـراتها المستغربـه لمـا يحدث،،بينمـا قـرر مـازن قيـاده سيارتـه مبتعـداً علي الفور،،وسط نظـرات مليـكه ورؤيتهـا لزوجها الذي يهرول ناحيـه شخصـاً مـا ليمنعه من الإمساك بها،،وهنـا سمعوا صوت طلقات ناريـه عاليـه تصدر من مسدسـاً مـا،في تلك اللحظـه أخـذت مليـكه تصرخ في إنهيـار وهي تهتـف باسمـه،،محاوله الخروج من السـياره مـره أخـري....
-سيـــف،،لااااااااااا
يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لـashtya8
تعريب وتطوير ( احمد ناصر ) Designed By